العودة   منتدى مكتب ركن الامانه للخدمات العامه > الاقـسـام الـخـاصـة بـمـكـتـب ركــن الامـانـه لـلـخـدمـات الـعـامــه > اسـتـراحــه اعـضـاء ركـن الامـانـه
 
   

شاعرة بريدة ميثاء بنت علي السلامي رحمها الله

ميثاء وحياة البؤس والشقاء تلك امرأة ولدت وماتت غفر الله لنا ولها وهي تكابد البؤس والشقاء وتتجرع كؤوس المرارة والألم ,لقد تدثرت يرحمها الله بغطاء القناعة ولم تسعى في حياتها

كاتب الموضوع قصيمية مشاركات 3 المشاهدات 8529 انشر الموضوع


إضافة رد
   
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
  #1  
قديم 24-Sep-2010
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 9
افتراضي شاعرة بريدة ميثاء بنت علي السلامي رحمها الله

ميثاء وحياة البؤس والشقاء
تلك امرأة ولدت وماتت غفر الله لنا ولها وهي تكابد البؤس والشقاء وتتجرع كؤوس المرارة والألم ,لقد تدثرت يرحمها الله بغطاء القناعة ولم تسعى في حياتها لحياة الترف والبذخ لضعف حيلتها ولعلمها بلؤم زوجها وشحه فما حدثتها نفسها يوما بالسلجم وما سألت زوجها ذلك كما سألت قبل ذلك بنت جنسها وقال لها زوجها وهو يعلم علم اليقين أن تحقيق ما طلبت ضرب من الخيال وصعب المنال ولن يجده في فلاة مقفرة شاعرة بريدة ميثاء السلامي رحمها frown.gifتسألني برامتين سلجما ... يا ميّ لو سألت شيئا أمما...جاء به الكرى أو تجشما(,لم تفعل ميثاء ذلك وإن كان خب اللسيب ليس ببعيد عن ذلك الموضع سقتهما الروائح والغوادي.
غفر الله لميثاء إذ هي لم تطلب غير اليسير وليس العسير من حقوقها وتلك الرغبات يجود بها الكرام على الكرام ويعجز عن بذلها البخلاء واللئام.
نعرض لكم قصتها المؤلمة لنترحم عليها وندعو الله أن يعوضها ما لم تجده من نعيم في الدنيا بنعيم الآخرة العظيم لقاء صبرها أمام عظم مصائبها , نعرض القصة لنتعظ ونعتبر ولنعلم أن هذه هي الحياة الدنيا وتلك حالها وسمتها (ولا يدوم على حال لها شأن) .
إليكم ما كتبت د.دلال بنت مخلد الحربي ومن الواجب ونحن ننقل خلاصة جهدها أن نشكر لها سعيها وهي التي حفظت لتلك الشخصية الفذة حقها فعدّتها من ضمن النساء الشهيرات في نجد وحق لها ذلك فبارك الله بها وبمداد قلمها:


ميثاء بنت علي السلامي
ولدت ميثاء في خب اللسيب (وهو من خبوب بريدة الغربية الجنوبية يقع بعد القصيعة إلى الغرب ولا يبعد عن وادي الرمة إلا حوالي أربعة كيلومترات ويبعد عن بريدة حوالي ثمانية كيلومترات)ولدت ميثاء في هذا الموضع عام 1310هـ /1892م وفرضت عليها ظروف حياتها القاسية قول الشعر لتنفس عن دواخلها , فقد احتواها البؤس ولفها الشقاء وهي في سن صغيرة بعد وفاة والدها مما اضطر والدتها إلى الزواج برجل آخر تسبب في إيذاء نفسيتها بتعامله السيئ فاضطرت ميثاء بسبب وضعها الأسري علاوة على وحدتها حيث لم يكن لها إخوة أو أخوات تأنس بهم إلى الزواج برجل لم يحسن عشرتها ويصون حق أولاده منها إذ تزوج بامرأة أخرى وتنكر لها ولأولادها وأساء إليهم وطردهم جميعا من منزله واضطرها فقرها ووحدتها أن تستعطف ذلك الزوج اللئيم بأن يسمح لها بالإقامة في طرف مزرعته مع التزامها الكامل بإعالة أولادها ونفسها فلم يرض بذلك بل أصر على خروجها من مزرعته كما أخرجها من بيته.
وقد جسدت ميثاء تجربتها تلك في قصيدة منها:

يادحيم عقبك فرّقتنا الليالي *** عديت حتى عن ظلال النخيلات
شوقي تبرا قال مالي عيالي *** يقول مالي با ريش العين مشهات

وأمام هذا الواقع المر لم تر ميثاء بدا من الاعتماد على نفسها لتعول أولادها فالتحقت عند أصحاب مزرعة لتعمل فيها عمل الرجال تسني وتروس وتسقي وتحصد من طلوع الفجر حتى الليل بطعام بطنها هي وأبنائها كما كانت تخرج في فصل الربيع للفلاة للاحتطاب من البر لصالح أهل المزرعة وترعى أغنامهم وكانت تصطحب معها أولادها في البر و تحصل على الماء من بئر مالحة يقال لها هماج العقيلات وتظل طوال يومها تقاوم ظروف الجو والتعب ووصفت ميثاء عمق معاناتها في هذه المرحلة في البيتين الآتيين:


نقلت وغداني لروس المفالي *** يادحيم نشرب من هماج العقيلات
إلى ادبحت شمس الضحى للزوال *** نفرح إلى جا غوشنا حيّ ّما مات

ويبدو أن وضع ميثاء في تلك الفترة على الرغم من سوئه كان أفضل من وضعها بعد ذلك فقد عطف عليها أهل المزرعة فأعطوها منزلا خربا يقع في طرف مزرعتهم فكانت تتوارى خجلا عند رؤية أي زائر يأتي للمزرعة للشرب من بئرها أو الاغتسال خاصة أولئك الذين كانوا على معرفة سابقة بها لكي لا يشاهدوا سوء وضعها وحالها هي وأولادها.

ولا نعرف لماذا فكرت ميثاء في هذه المرحلة في أخيها من أمها دحيم (عبد الرحمن) الذي كان من تجار العقيلات المستقرين في مصر وإن كنا نرجح أنها أرادت أن تعتمد على نفسها أولا ولكن عندما ضاقت بها السبل بحثت عنه لطلب العون منه ورغم صعوبة عملية الاتصال في ذلك الوقت إلا أنها تمكنت من معرفة مكان إقامته فبعثت إليه تصف أحوالها في قصيدة مؤثرة جاء فيها:
يا لله يا منشي حقوق الخيال *** تنبت فياض عقب ما هي محيلات
يا فارج الشدات تفرج لحالي *** يا خير(ن) تعطي عطايا جزيلات
ويا ربنا تول سفر كل غالي *** يا الله لا تفجا القلوب الشفيقات
يا دحيم لو تدري عن اللي جرا لي *** ذبحت روحك يا فتى الجود بهوات
جانا زمان ما دركوه الرجال *** هجوا هجيج كنهم بيوم سطوات
يفوج من رأسي سوات الدلال *** وأقول ذا اشوى من وجيه القرابات
أو دوس زلات على افتشالي *** تصل حكاياها الديار البعيدات
يادحيم عقبك فرّقتنا الليالي ***عديت حتى عن ظلال النخيلات
يادحيم يامشكاي واعزتالي *** عقب المعزة صايرينن بمنحات
ابكي الى مروا علي الرجالي *** والمسوقة ما هي للأجواد مشهات
نقلت وغداني لروس المفالي *** يادحيم نشرب من هماج العقيلات
الى ادبحت شمس الضحى للزوالي*** نفرح الى جا غوشنا حي مامات
شوقي تبرا قال مالي عيالي *** يقول مالي با ريش العين مشهات
الله يلومه عد رمل السهالي*** أو عد ما هبت رياح مخيلات
فما كان من أخيها وهو الذي تردد اسمه كثيرا في شعرها باسم (دحيم) وقد رقّ قلبه لحالها إلا أن قدم على وجه السرعة إلى القرية التي كانت تسكن فيها فاستأجر لها منزلا وأثثه تأثيثا كاملا واشترى لها ولأولادها ما يلزمهم ثم عيّن لهم من يقوم بالإنفاق عليهم وعاد إلى مصر.
ولم تستمر سعادة ميثاء طويلا فعاودها الشقاء ليطرق بابها مجددا عندما بدأت تفقد أولادها الواحد تلو الآخر بسبب الأمراض التي كانت منتشرة في ذلك الوقت فلم يبق لها سوى ابن واحد زادها شقاء وعذابا سفره إلى الكويت وعمله حمّالا عند عم له هناك يمتهن بيع الجص ثم تزوج من ابنة عمه الأمر الذي زاد من استقراره في الكويت وتلوّعت ميثاء من بعد ابنها ومزاولته عملا لم تكن راضية عنه إذ كانت تأمل أن يعمل عملا يدر عليه مالا مثل عمل خاله عبد الرحمن (عقيلي) وقد عبرت ميثاء عن اشتياقها لابنها وعدم رضاها عن عمله في تلك المهنة بقصيدة حثته فيها على العودة على أمل أن يجد فرصة للعمل في الفلاحة تقول فيها:

أبدا بذكر الله وساله بمرضات *** الخيّر اللي للمخاليق جبار
دن القلم يادحيم واويل من مات *** واكتب بطلحية وحطه له اسطار
ذي غربة .... ولاهي بمشهات *** قل له يخلي جمع الأموال للنار
عليه طول الليل كني موذات *** وإلا كسير الساق ما فيه تجبار
وقلبي تفلح من كثير التنهات *** يزفر كما يزفر من القدر فوار
لا جيت أصلي الفرض ما قرا التحيات *** الله يجمع شملنا والي الأقدار
أشره عليك وشرهتي كبر ابانات *** والى نشدنا عنك والاك حمّار
أبغيك حدّار تجي به قهامات *** والا بفلاح تصير من الأخيار
أحذرك لا يغديك من جاومن فات *** لا قل ما بيدك تراهم لك اشرار
احذرك لا تقرب جميع الخطيات *** ترث عليك الفقر والنار والعار
لا بد من قبر غويط وفجعات *** وفي منزل محد يرده للأخبار
كم واحد يعطي نصايح وهرجات *** وقلبي يعرف انه عدو ومكار
وابدي له أخبار تكم المعادات *** وأقول بالجنة وانأ بوسط النار
وتمضي حكاية هذه المرأة البائسة في سلسلة عجيبة من العذابات والشقاء فتواجه الديون التي تراكمت عليها بسبب شرائها مزرعة كانت لأبيها في السابق حاولت أن تستفيد مما تنتجه أرضها ولكن لم تجد الأمور كما كانت تأمل و تريد فتكاثرت الديون وتعاظمت المصائب والمحن وأخيرا توفيت ميثاء غفر الله لها ورزقها النعيم في قبرها وفي آخرتها وذلك في عام 1398هـ /1978م مقدمة لنا أروع المثل في صبر المرأة وكفاحها وعدم استسلامها لضغوط الحياة كما تركت لنا ميثاء قصائدها الشعرية التي تحوي الكثير من الحكمة وتحفل بروح المعاناة وتتصف بالعمق وبعد النظر تعكس تجربتها العميقة التي أوردنا طرفا منها.
غفر الله لميثاء بنت علي السلامي وشكر الله للأستاذة الكريمة الدكتوره دلال بنت مخلد الحربي ما نقلت وكتبت وعسى أن يكون فيما عرضنا العبرة والموعظة والسعيد هو من يعتبر ويتعظ ويعلم علم اليقين أن ( كل نعيم لا محالة زائل).



ahuvm fvd]m ldehx fkj ugd hgsghld vplih hggi

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-Oct-2010
الصورة الرمزية ركن الامانه
صاحب المكتب
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 72
افتراضي

شكرا للاخت قصيمية على هذا النقل الجميل بارك الله فيك ورحم الله الشاعرة ميثاء السلامي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-Nov-2010
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 3
افتراضي

رحمة الله عليها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-Dec-2010
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 1
افتراضي

شكرا للقصيمية ورحمة الله على ميثاء السلامي
رد مع اقتباس
إضافة رد

شاعرة بريدة ميثاء بنت علي السلامي رحمها الله


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:41 PM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
 

SEO by vBSEO

1 2 3 4 5 6 7 8 9